أسباب تأخر الدورة الشهرية

بالرغم من أن الحمل هو السبب الأكثر شيوعًا لتأخر الدورة الشهرية، إلا أنه ليس السبب الوحيد، بل هناك العديد من الأسباب التي قد تكون وراء ذلك، وفي هذا المقال قررنا أن نوضح أسباب تأخر الدورة الشهرية بالتفصيل.

أسباب تأخر الدورة الشهرية الطبيعية

تؤثر العديد من العوامل على الدورة الشهرية وقد تسبب تأخرها بما في ذلك عمر المرأة وحالتها الصحية وعوامل نمط الحياة، وفيما يأتي أبرز أسباب تأخر الدورة الشهرية غير المرضية:

• الحمل

في الحقيقة يعد الحمل أكثر أسباب تأخر الدورة الشهرية شيوعًا بين النساء المتزوجات، ففي حال تم تخصيب البويضة بالحيوان المنوي سوف تلتصق البويضة المخصبة ببطانة الرحم وتزيد من سماكتها وتطور المزيد من الأوعية الدموية لدعم وتغذية الجنين النامي بدلًا من التخلص منها كما يحدث خلال فترة الطمث.

• الرضاعة الطبيعية

خلال فترة الرضاعة الطبيعية قد تتأخر الدورة الشهرية أو قد تصبح أخف غزارة أو أقل تكرارًا أو قد تنقطع بشكل مؤقت، والسبب وراء ذلك هو إفراز هرمون البرولاكتين المسؤول عن إنتاج الحليب. 

• القلق والتوتر

يمكن أن يؤثر التوتر والقلق المزمنين على الصحة بشكل كبير، وقد يسببان مشاكل في توازن الهرمونات وتأخر الدورة الشهرية بسبب دورهما في التأثير على جزء الدماغ المسؤول عن تنظيم الدورة الشهرية، أي منطقة ما تحت المهاد. 

وبالإضافة لذلك، يمكن أن يؤدي التوتر إلى المرض وزيادة أو فقدان الوزن المفاجئة وهذا يؤثر على الدورة الشهرية أيضًا.

• ممارسة الرياضة القاسية

يمكن أن تؤثر التمارين الرياضية المفرطة أو القاسية على الغدة الدرقية والنخامية وقد تؤثر على الإباضة وفترات الحيض. ولا نقصد بالتمارين المفرطة ممارسة الرياضة ساعة أو ساعتين يوميًا، بل يتطلب حدوث تغيرات هرمونية ممارسة رياضة شاقة عدة ساعات يوميًا.

• تناول بعض الأدوية

يسبب تناول بعض الأدوية غياب الدورة الشهرية أو تأخرها عن موعدها، مثل: أدوية الاكتئاب، ومضادات الذهان، وأدوية الغدة الدرقية، وأدوية الصرع، وبعض أنواع العلاج الكيميائي.

كما يعد البدء باستخدام وسائل تحديد النسل المختلفة أو إيقافها من أسباب تأخر الدورة الشهرية أيضًا، فعلى سبيل المثال تحتوي حبوب منع الحمل على هرموني الاستروجين والبروجسترون اللذان يمنعان المبيض من إطلاق البويضات. 

• اتباع نظام غذائي صحي قاسي

إن اتباع الأنظمة الغذائية الصحية التي تقيد كمية السعرات الحرارية التي يجب الحصول عليها بشكل كبير أو الإصابة بأحد اضطرابات الأكل، مثل: فقدان الشهية العصبي، أو الشره المرضي يمكن أن تكون من أسباب تأخر الدورة الشهرية أيضًا.

• فقدان الكثير من الوزن

يسبب فقدان الكثير من الوزن عدم انتظام الدورة الشهرية وقد يسبب توقفها بشكل كامل، فعدم وجود ما يكفي من الدهون في الجسم قد يسبب إيقاف الإباضة.

• السمنة

تمامًا كما يسبب فقدان الكثير من الوزن تأخر الدورة الشهرية، يمكن أن تسبب السمنة ذلك. وذلك لأنها تحفز الجسم على إنتاج المزيد من هرمون الإستروجين والذي قد يسبب اضطرابات في الدورة الشهرية قد توقفها تمامًا.

• انقطاع الطمث

قد يكون انقطاع الطمث أو فترة ما قبل انقطاعه هي السبب وراء تأخر الدورة الشهرية، فخلال هذه الفترة تحدث تغيرات كبيرة على مستويات الهرمونات تؤثر على طبيعة الدورة الشهرية بشكل كبير وقد تسبب تأخرها. يجدر التنويه أن متوسط العمر الطبيعي لانقطاع الطمث هو 51 سنة، ولكن قد تعاني بعض النساء من انقطاع مبكر أي بين عمر 40 - 45 عامًا.

الأسباب المرضية لتأخر الدورة الشهرية

في بعض الأحيان يكون أسباب تأخر الدورة الشهرية الإصابة بحالة طبية كامنة، وفيما يأتي أبرزها:

1. متلازمة المبيض متعدد الكيسات

هذه المتلازمة من أكثر الحالات الصحة شيوعًا بين الفتيات والنساء، وتسبب إنتاج الجسم للمزيد من هرمون الذكورة الأندروجين والذي يتسبب بتشكل أكياس على المبيضين قد يوقف عملية الإباضة أو يجعلها غير منتظمة.

2. بعض الأمراض المزمنة

يمكن أن تؤثر بعض الأمراض المزمنة على الدورة الشهرية وتسبب تأخرها، ومنها: مرض السكري أو الاضطرابات الهضمية، أو متلازمة كوشينغ، أو تضخم الغدة الكظرية الخلقي، أو متلازمة أشرمان، أو أورام الغدة النخاميةـ، أو خلل في وظائف الكبد.

3. قصور المبيض الأولي

هي حالة تحدث عندما تتوقف المبايض عن عملها بشكل طبيعي قبل أن تصل المرأة لسن الأربعين. وتعرف أحيانًا هذه الحالة بفشل المبيض المبكر.

4. مرض التهاب الحوض

هي عدوى بكتيرية تحدث عند الإناث بعد الإصابة بأحد الأمراض المنقولة جنسيًا وعدم الخضوع للعلاج. تسبب عادةً عدم انتظام الدورة بالإضافة لألم في البطن وحمى وألم أثناء ممارسة العلاقة.

5. مشاكل الغدة الدرقية

قصور وفرط نشاط الغدة الدرقية أسباب أخرى لتأخر الدورة الشهرية أو غيابها. وذلك لأن هرمونات الغدة الدرقية مسؤولة عن تنظيم عملية التمثيل الغذائي والتي يمكن بدورها أن تؤثر على مستويات هرمونات الجسم الأخرى.

متى يجب مراجعة الطبيب؟

عادةً لا يكون تأخر الدورة لمدة يوم أو يومين، أو تأخر الدورة الذي يحدث بين الحين والآخر أمر مثير للقلق. ولكن من الضروري استشارة الطبيب في حال تأخرت أكثر من دورة شهرية، أو في حال تأخرت الدورة الشهرية وكانت مصحوبة بأعراض، مثل:

• نزيف حاد وبشكل غير عادي.
• حمى.
• ألم شديد في البطن.
• تساقط الشعر.
• صداع جديد أو متفاقم.
• الغثيان والقيء.
• إفرازات من الثدي.
• نمو الشعر بشكل زائد.

توفر بلازما جميع التحاليل التي قد يطلبها الطبيب لتحديد سبب تأخر الدورة الشهرية، بما في ذلك تحليل هرمون الحمل Beta-hCG، وهرمون الحليب، وباقة تحاليل الغدة الدرقية، وهرمون مخزون المبيض، وهرمون الإستراديول.