أسباب الصداع الأمامي

بالرغم من أن موقع الصداع ليس طريقة مضمونة لتشخيص سبب الصداع، إلا أنه قد يكون نقطة بداية لمعرفة جذر المشكلة. تابع المقال لتتعرف على أسباب الصداع الأمامي بالتفصيل.

أسباب الصداع الأمامي

يعرف الصداع الذي يحدث في مقدمة الرأس على شكل ألم حول الجبهة والحاجبين بالصداع الجبهي أو الصداع الأمامي. وفي الحقيقة من النادر أن يرتبط هذا النوع من الصداع بمشاكل في الدماغ، كما أن هذه الحالة ليست مشكلة بحد ذاتها، بل ترتبط عادةً بأحد أنواع الصداع أو المشاكل الآتية:

1. الصداع التوتري

الصداع التوتري هو أحد أهم أسباب الصداع الأمامي، وهو أكثر أنواع الصداع الأساسي (أي الذي لا يرتبط حدوثه بحالة صحية) شيوعًا، وغالبًا ما يرتبط حدوثه بالتوتر والقلق والاكتئاب، ولكنه قد يحدث بسبب إجهاد العضلات والتعب أو مشاكل العضلات في الرقبة.

يعاني معظم الأشخاص من هذا النوع من الصداع في مرحلة ما من حياتهم، ويسبب ألم خفيف ومستمر يمكن أن يشعر به المصاب في جميع أنحاء الرأس ولكنه ما يبدأ غالبًا في الجهة الأمامية من الرأس وتحديدًا حول الجبهة والصدغين وخلف العينين، ومع ذلك، قد يكون الألم شديدًا وقد يستمر بين 30 دقيقة وعدة ساعات وفي بعض الأحيان قد يستمر لعدة أيام.

يمكن تخفيف الألم الناتج عن الصداع التوتري بتناول مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية، والتخفيف من التوتر بممارسة اليوغا أو الحصول على جلسة تدليك، وإجراء تمارين لطيفة للرقبة، وأخذ حمام ساخن، أو وضع مناشف ساخنة على الرقبة والجبهة، والابتعاد عن مسببات الصداع كبعض الأطعمة وقلة النوم، وتناول الوجبات بانتظام.

2. الصداع العنقودي

هو نوع نادر جدًا من الصداع، يسبب ألم شديد على جانب واحد من الرأس وغالبًا ما يكون في الجهة الأمامية وتحديدًا حول العينين أو الجبهة، ويترافق مع أعراض أخرى مثل انسداد الأنف والإفرازات وانتفاخ العينين.

عادةً ما يحدث هذا النوع من الصداع على شكل هجمات متكررة يمكن أن تستمر من أسابيع إلى أشهر ومن ثم تتوقف لفترة من الزمن قد تستمر لأشهر أو سنوات.

لا يوجد علاج للصداع العنقودي، بل يهدف الأطباء للتقليل من الألم وتقصير فترة الصداع ومنع حدوث نوبات جديدة من خلال العلاج بالأكسجين والكورتيكوستيرويدات والسوماتروبتين والليثيوم وحقن المخدر الموضعي في الجزء الخلفي من الرأس.

3. صداع الجيوب الأنفية

سبب آخر من أسباب الصداع الأمامي هو صداع الجيوب الأنفية، وهو صداع ناتج عن تورم والتهاب الجيوب الأنفية بعد الإصابة بالأنفلونزا أو نزلة البرد. يسبب هذا النوع من الصداع ألم في المنطقة الأمامية وتحديدًا حول الجبهة والخدين والعينين بالإضافة لحمى وانسداد الأنف وخروج إفرازات منه بالإضافة لوجع الأسنان.

عادةً ما يختفي الصداع بمجرد الشفاء من عدوى الجيوب الأنفية، ولكن من الضروري التواصل مع الطبيب في حال استمرار الألم لمدة تزيد عن أسبوع.

4. إجهاد العينين

قد يكون سبب الصداع الأمامي هو إجهاد العينين، وهي حالة تنتج عن القراءة أو استخدام الكومبيوتر لفترات طويلة، أو التركيز لفترات طويلة، أو التعرض للضغط أو التوتر أو الوضعية غير الصحيحة وتسبب صداع يشبه صداع التوتر.

يمكن التخفيف من إجهاد العينين بأخذ فترات راحة منتظمة من التمارين التي تتطلب جهدًا بصريًا، والحرص على الجلوس بشكل صحيح على المكتب، وشد الرقبة والذراعين والظهر بانتظام وغيرها من الممارسات الصحية.

5. أسباب أخرى

بالإضافة لما سبق، تشمل أسباب الصداع الأمامي:

• صداع المثلجات: يعرف هذا الصداع بتجميد الدماغ، ويحدث عند تناول شيء مثلج مثل الآيسكريم، حيث يسبب تناول أو شرب الأشياء الباردة انقباض الأوعية الدموية في الفم، وهذا يسبب ألم حاد ومفاجئ في الجزء الأمامي من الرأس وتحديدًا حول الجبهة يستمر لعدة دقائق.
• التهاب الشرايين الصدغي: يحدث هذا النوع عندما تلتهب الشرايين التي تزود الدم من القلب إلى فروة الرأس والموجودة حول الصدغ.

كيف يتم تشخيص سبب الصداع؟

اعتمادًا على الأعراض التي يعاني منها المريض ومدى تكرارها وحدوثها وبعد إجراء فحص جسدي، يطلب الطبيب مجموعة من الفحوصات الطبية والعصبية والاختبارات التشخيصية ليستطيع تحديد السبب الدقيق وراء الصداع، وعادةً ما تشمل أبرز التحاليل:

• تحليل تعداد الدم الكامل، ومستوى الحديد والفيريتين، وتحاليل لبعض الفيتامينات مثل المغنيسيوم وفيتامين ب12، وهرمونات الغدة الدرقية، وتحليل معدل الترسيب.
• فحوصات عصبية لتقييم الحالة العقلية والقوة الحركية والرؤية.
• التصوير بالرنين المغناطيسي لفحص الجزء الداخلي من الرأس والرقبة.
• فحص بالأشعة المقطعية. 

توفر بلازما كافة التحاليل التي قد يطلبها الطبيب لتشخيص سبب الصداع، ومنها تحليل تعداد الدم الكامل، ومخزون الحديد، وتحاليل لبعض الفيتامينات مثل المغنيسيوم، وهرمونات الغدة الدرقية، وتحليل معدل الترسيب.