أنواع الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي

الأمراض المنقولة جنسيًا هي عدوى تسببها بكتيريا أو فيروسات أو طفيليات تنتقل من شخص لآخر عن طريق السائل المنوي أو الإفرازات المهبلية أو الدم أو إفرازات الجسم الأخرى، وفي المقال الآتي سوف نوضح  أنواع الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي بالتفصيل.

أنواع الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي

هناك أكثر من 20 نوع من الأمراض التي تنتقل بالاتصال الجنسي، وفيما يأتي أبرز الأمثلة عليها:

• الكلاميديا

داء المتدثرة أو الكلاميديا هي عدوى بكتيرية شائعة، تسببها بكتيريا تعرف بالمتدثرة التراخومية (Chlamydia trachomatis)، يمكن أن تنتقل عن طريق الجنس المهبلي والفموي والشرجي أو من الأم لطفلها أثناء الولادة.

عادةً لا تسبب الكلاميديا أي أعراض على المصاب، ولكن في حال ظهورها فتشمل ألم أثناء التبول، وإفرازات غير عادية من المهبل أو القضيب، وألم ونزيف بعد ممارسة العلاقة عند النساء، وتورم الخصيتين عند الرجال بعد 7 - 21 يوم من الإصابة.

وعلى الرغم من إمكانية علاجها بدورة قصيرة من المضادات الحيوية إلا أنها يمكن أن تكون خطيرة إن لم يتم علاجها مبكرًا، فقد تسبب مرض التهاب الحوض، والحمل خارج الرحم، والعقم عند النساء، والتهاب البربخ والخصيتين عند الرجال.

• السيلان

السيلان هي عدوى تسببها بكتيريا النيسرية البنية (Neisseria gonorrhoeae) التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي بجميع أشكاله، ومن الحامل لطفلها أثناء الولادة. يمكن أن تصيب هذه البكتيريا عنق الرحم ومجرى البول والمستقيم والحلق والعينين (بشكل أقل شيوعًا).

لا يعاني معظم المصابين من أعراض، ولكن في حال ظهورها فتشمل إفرازات سميكة خضراء أو صفراء من المهبل أو القضيب، وألم عند التبول، ونزيف بين الدورات الشهرية عند النساء.

عادةً ما يتم علاج هذا النوع من أنواع الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي بالمضادات الحيوية، وبدون علاج يمكن أن يحدث مضاعفات تهدد الحياة.

• داء المشعرات

هي أحد أنواع الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي الناتجة عن طفيليات معروفة بالمشعرة المبهلية (Trichomonas vaginalis). يتسبب هذا المرض بإفرازات مهبلية كريهة الرائحة وألم عند التبول وحكة في الأعضاء التناسلية عند النساء، أما الرجال المصابين فلا تظهر عليهم أعراض أو قد يشعرون بألم أثناء التبول أو عند القذف.

يزيد داء المشعرات من مضاعفات الحمل والولادة المبكرة، ويزيد من فرصة الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية. ويتم علاجه بإعطاء الزوجين مضادات حيوية كالمترونيدازول أو التينيدازول أو سيكنيدازول.

• فيروس العوز المناعي البشري

أو فيروس نقص المناعة البشرية هو فيروس يهاجم الجهاز المناعي، ويجعل المصاب أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي الأخرى أو بأنواع عدوى أخرى. 

ينتقل هذا الفيروس عن طريق الاتصال الجنسي، ومشاركة الإبر الملوثة، أو ملامسة جروح المصاب، أو الولادة أو الرضاعة الطبيعية، لأن الفيروس يكون موجود في السائل المنوي والدم وحليب الثدي والسوائل المهبلية والمستقيم.

لا يوجد علاج للقضاء على الفيروس، ولكن يمكن لبعض الأدوية أن تقلل من كميته في الجسم لمستوى لا يمكن اكتشافه ولا يمكن أن ينتشر لأشخاص آخرين. وفي الحقيقة فإن تركه بدون علاج قد يسبب مضاعفات تهدد الحياة، فقد يصاب الشخص بمتلازمة العوز المناعي المكتسب والمعروفة بالإيدز. 

• الهربس التناسلي

الهربس هو عدوى يسببها فيروس، يمكن أن يؤثر على الجلد وعنق الرحم والأعضاء التناسلية وأجزاء الجسم الأخرى. 

إذ يوجد شكلين من هذا الفيروس، النوع الأول عادةً ما يؤثر على الفم ويسبب ظهور قرحة فموية يمكن أن ينتشر عن طريق اللعاب، بينما يؤثر فيروس الهربس من النوع الثاني على المنطقة التناسلية وينتقل عن طريق الاتصال الجنسي الفموي أو المهبلي أو الشرجي.

بمجرد الإصابة بالهربس يبقى هذا الفيروس في الجسم طوال الحياة، ولكنه عادةً ما يبقى خاملًا ولن تظهر أي أعراض على الكثير من المصابين. وفي حال ظهورها، فتشمل الأعراض الأولية ظهور بثور حول الفم أو الشرج أو المنطقة التناسلية، يمكن أن تنفجر وتسبب قرحة مؤلمة، وحمى، وآلام عامة في الجسم، وتورم العقد الليمفاوية.

لا يوجد علاج حالي للهربس، ولكن يوجد أدوية قد تساعد على تخفيف الأعراض، ويمكن أن تساعد مضادات الفيروسات في منع انتشاره.

• الزهري

الزهري نوع آخر من أنواع الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي ينتج عن بكتيريا اللولبية الشاحبة (Treponema pallidum). وهي عدوى خطيرة تتطلب العلاج المبكر لمنع حدوث مضاعفات طويلة الأمد وأضرار دائمة، فمرض الزهري يمكن أن يدمر الدماغ أو القلب أو الجهاز العصبي أو العينين في حال ترك دون علاج.

عادةً ما يكون هناك 4 مراحل للمرض، تبدأ بظهور قرحة مستديرة غير مؤلمة على الأعضاء التناسلية أو الفم أو المستقيم في المرحلة الأولية، أما في المرحلة الثانوية فتظهر مجموعة واسعة من الأعراض، وبعد ذلك تبدأ المرحلة الكامنة التي تختفي فيها الأعراض، وفي المرحلة الأخيرة تحدث مجموعة من المضاعفات المهددة للحياة.

ينتشر المرض عن طريق ملامسة القروح مباشرة، وقد تنتقل للطفل عن طريق الحمل والولادة والرضاعة أحيانًا. ويمكن علاجه في المراحل المبكرة بجرعة واحدة من البنسلين.

• فيروس الورم الحليمي البشري

فيروس الورم الحليمي البشري هو اسم لمجموعة شائعة جدًا من الفيروسات (أكثر من 100 فيروس) لا تسبب مشاكل لدى معظم الناس، ولكن بعضها يسبب ثآليل جلدية على الجلد والأغشية المخاطية، مثل: الحلق، وعنق الرحم، والشرج، والفم، وبعضها الآخر يسبب أنواع مختلفة من السرطان.

ينتقل الفيروس عن طريق الاتصال الجنسي المهبلي أو الشرجي أو الفموي، أو حتى لمس جلد المصاب. وعادةً لا يسبب أي أعراض، ولا يدرك المصابون أنهم يعانون من أي مشاكل، ولكن يمكن أن يلاحظوا ظهور كتل مؤلمة حول المهبل أو القضيب أو فتحة الشرج تعرف بالثآليل التناسلية.

وعلى الرغم من أن معظم الإصابات بفيروس الورم الحليمي البشري لا تسبب السرطان، إلا أن وجود أنواع معينة في الجسم تزيد من خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم وسرطان الحلق.

يمكن أن يساعد أخذ اللقاحات في الحماية من الإصابة بالسلالات التي تسبب ثآليل الأعضاء التناسلية أو سرطان عنق الرحم.

• التهاب الكبد ب

التهاب الكبد هو نوع آخر من أنواع الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي، وهي عدوى طويلة الأمد يسببها فيروس، ويمكن أن تسبب تلف الكبد. بمجرد الإصابة بهذا الفيروس عادةً ما يبقى في السائل المنوي والدم وسوائل الجسم الأخرى، وينتقل عن طريق الاتصال الجنسي أو استخدام معدات غير معقمة للحقن أو من الأم لطفلها أثناء الحمل والولادة. 

وفي الحقيقة، لا يوجد علاج لالتهاب الكبد ب، ولكن يمكن الوقاية منه عن طريق أخذ اللقاحات.

كيف يتم تشخيص الأمراض المنقولة جنسيًا؟

عادةً ما يكون من الصعب على الأطباء تشخيص الأمراض المنقولة جنسيًا عن طريق الأعراض وحدها، وقد يطلب الطبيب إجراء بعض الاختبارات والفحوصات اعتمادًا على الأمراض المشتبه بها، مثل:

• مسحات من سوائل الجسم.
• فحوصات جسدية.
• اختبارات دم.
• إجراءات متخصصة كالتنظير المهبلي.

لأن معظم الأمراض المنقولة جنسيًا لا تترافق مع أعراض مميزة، توفر بلازما في باقة تحاليل الأمراض المنقولة جنسيًا العامة 6 فحوصات أساسية للكشف عن هذه الأمراض بسهولة ودقة عالية.