ما حقيقة حبوب الزنك للطول؟

يعتقد الكثير منا أن الكالسيوم وفيتامين د فقط يلعبان دورًا في بنية العظام وزيادة طول الطفل ويجهلون أهمية المعادن والفيتامينات الأخرى بما في ذلك الزنك. تابع المقال لتتعرف على دور حبوب الزنك للطول بالتفصيل. 

هل حبوب الزنك للطول فعالة حقًا؟

إن كنت تتسائل باستمرار "هل الزنك يزيد طول القامة؟" فالإجابة عزيزي القارئ هي نعم، يمكن أن تلعب حبوب الزنك دورًا فعالًا في زيادة الطول، حيث تبين أن نقص الزنك عند الأطفال يزيد من خطر تعرضهم لاضطرابات نمو العظام، وتأخر البلوغ، وفقدان الشهية الناتج عن اضطرابات التذوق والتي تزيد من خطر إصابة الطفل بسوء التغذية مع مرور الوقت، وتؤثر على نمو الطفل وتطوره بشكل عام.

وقد أثبتت العديد من الدراسات التي أجريت على الأطفال حقيقة فوائد حبوب الزنك للطول، وفيما يأتي أبرزها:

• في دراسة تمت على مجموعة من الأطفال الأصغر من 5 سنوات، تم وصف جرعة مقدارها 10 ملليغرام من الزنك يوميًا لمدة 24 أسبوعًا، ولاحظوا زيادة صافية في الطول مقدارها 0.37 سم عند هؤلاء الأطفال مقارنة بالأطفال في مجموعة العلاج الوهمي.
• في دراسة أخرى أجريت على مجموعة من الأطفال في سن المدرسة لتقييم تأثير مكملات الزنك على نموهم، تبين أن الأطفال الذين تناولوا بيسجليسينات الزنك (15 ملليغرام من عنصر الزنك) لمدة 6 شهور زاد طولهم أكثر مقارنة بالمجموعة الضابطة. 

كيف يؤثر الزنك على الطول؟

تنبع فوائد حبوب الزنك للطول من دور الزنك في العمليات الحيوية الآتية:

1. التأثير على بنية العظام

تبين أن الزنك يلعب دورًا مهمًا في بنية العظام، ويمكن أن يسبب نقصه المزمن تقزم الطفل وعدم نموه وتطوره بشكل سليم، وذلك بسبب:

• يتعاون الزنك مع الهرمونات المهمة التي تشارك في نمو العظام، وهذا عامل أساسي يساعد في زيادة طول الأطفال.
• يزيد الزنك من تأثير فيتامين د على استقلاب العظام عن طريق تحفيز تصنيع الحمض النووي في خلايا العظام.
• يمنع الزنك عملية ارتشاف العظم (Bone resorption) وهي العملية التي يقوم من خلالها الجسم بتكسير وتحليل العظام وامتصاصها من خلال تنشيط إنزيم معين في الخلايا البانية للعظام (Osteoblasts)، وتصنيع البروتينات الخلوية.

2. المشاركة في عملية الانقسام الخلوي

يلعب الزنك دورًا مهمًا في عملية النمو الخلوي والتمايز الخلوي والتمثيل الغذائي، ويمنع نقصه عملية الانقسام الخلوي، وهذا بدوره يعيق نمو الطفل بشكل عام وطوله بشكل خاص ويؤثر على الصحة بشكل سلبي.

3. زيادة الشهية

يسبب نقص الزنك فقدان الشهية، وتساعد مكملاته على زيادة الشهية وتناول الطفل للمزيد من الطعام، كما تزيد من قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية، وكلاهما يفيد الصحية ويحسن الطول بسرعة كبيرة.

4. التفاعل مع هرمونات النمو

يلعب الزنك دورًا هامًا في عملية تضاعف الحمض النووي، وتصنيع البروتينات، لذلك يتفاعل مع هرمونات النمو لدى الأطفال عن طريق زيادة انقسام الخلايا وتعزيز النمو. ففي حالات الإصابة بنقص الزنك لن تنقسم الخلايا بشكل طبيعي وهذا يؤثر بشكل خطير على نمو وتطور الطفل وقد يسبب سوء التغذية والتقزم.

وقد تبين أيضًا أن الزنك يشارك في تصنيع وتنظيم وظيفة هرمونات تحت المهاد، والتي تشمل هرمون النمو (GH)، وعامل النمو الشبيه بالإنسولين (IGF-I)، وهو هرمون النمو عند الأطفال.

5. تقوية المناعة

يعرف الزنك بدوره الفعال في تقوية الجهاز المناعي، ونقص الزنك سوف يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المعدية التي تؤثر على نمو الطفل الطبيعي وزيادة طوله.

ما هي الجرعة الموصى بها من الزنك؟

يعد الزنك آمنًا طالما يتم الحصول على الكميات الموصى بها منه. وفي الحقيقة تعتمد الكمية الموصى بها على عمر الطفل، وفيما يأتي أبرز التوصيات:

• منذ الولادة وحتى عمر 6 شهور: 2 ملليغرام يوميًا.
• 6 شهور - 3 سنوات: 3 ملليغرام يوميًا.
• 4 - 8 سنوات: 5 ملليغرام/ يوميًا.
• 9 - 13 عامًا: 8 ملليغرام/ يوميًا.
• 14 - 18 عامًا: للذكور 11 ملليغرام يوميًا، والإناث 9 ملليغرام يوميًا.

عادةً ما يتم الحصول على الكمية الموصى بها من الزنك من المصادر الغذائية، ولكن في الحالات التي يعتقد الطبيب أن الطفل يعاني من نقص في مستوياته يطلب إجراء تحليل لقياس مستوياته في الدم ويصف مكملات الزنك التي تتوفر في الصيدليات.

توفر بلازما كافة التحاليل التي قد يطلبها الطبيب لتشخيص الإصابة بنقص الزنك وأبرزها تحليل الزنك الذي لا يتطلب شروط مسبقة.